قلت: ومفهومه أنه لا يجوز غيرهما، وليس كذلك، بل يصح فيه أربعة أوجه: أما النصب مع التشديد فظاهر، وأما الرفع مع التشديد فجائز على سبيل الحكاية، وكذا مع التخفيف وجهان؛ إذ التقدير: فخطبته أن يقول، أو أن يقول: الحمد لله، ويؤيده ما ذكره المؤلف في "تصحيح المصابيح": "يجوز تخفيف "أن" وتشديدها، ومع التخفيف يجوز رفع "الحمد" ونصبه، ورويناه بذلك".
(نحمده) جمع بينهما إشعارًا بأن الأول جملة اسمية دالة على الثبوت والدوام، وأن "الحمد لله" متحقق، وأنه مستحق له سواء حُمِدَ، أو لم يُحْمَدْ. [والثاني](١) جملة فعلية تدل على التجدد والاستمرار التام والإيماء إلى أن الأول إخبار والثاني إنشاء، أو بالعكس، أو المراد بـ "نحمده" نشكره على نعمه التي من جملتها حمده.
(ونستعينه) أي: على حمده وغيره من الأمور الدينية والدنيوية، (ونستغفره) أي: من التقصير في حمده واستعانته وسائر ما يجما علينا فعله، (ونعوذ بالله من شرور أنفسنا) أي: من الأخلاق الدنية، (ومن سيئات أعمالنا) أي: من الأفعال الردية.
(من يهده الله) أي: من يرد الله هدايته، ويتعلق به عنايته، (فلا مضل له، ومن يضلل) أي: من يضلله ويخذله لعدم تعلق إرادة الهداية وسبق