للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاستخارة لم يمنع الخير، ومن أعطي المشورة لم يمنع الصواب" (١).

ثم الاستخارة المختصرة ما ورد في حديث: "اللهم خر لي، واختر لي، ولا تكلني إلى اختياري". ونقل عن شيخ الإسلام خواجه عبد الله الأنصاري، ويقال له: "نديم الباري" قدس الله روحه، وفتح لنا فتوحه هذه الاستخارة المنظومة:

يا خائرًا لعبيده * لا تتركن أحدًا سدى

خر لي إليك طريقة * بيديك أسبابُ الهدى (٢)

(وإن تولى عقدًا) أي: عقد نكاح وأراد مباشرته، (فخطبته) أي: السابقة على أصل العقد، (أنِ الحمدُ لله) بكسر النون للالتقاء، ورفع "الحمدُ"، فهي "أن" المخففة من الثقيلة، كقوله تعالى: ﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [يونس: ١٠] على ما نقله ميرك عن الطيبي، وقال البيضاوي: "و"أن" هي المخففة من الثقيلة، وقد قرئ بها وبنصب "الحمدَ" وفي نسخة صحيحة: بتشديد النون ونصب "الحمد".

وقال المصنف: "يروى بتشديد النون وتخفيفها، والمعنى فيهما واحد" (٣)، انتهى. وقال الحنفي: "نصب الحمد مع تشديد النون واجب،


(١) "المجالسة وجواهر العلم" (٢/ ٤١٣)، و"شرح مسند أبي حنيفة" (ص ٢٠)، و"مرقاة المفاتيح" (٨/ ٣٣٢٦)، و"إحياء علوم الدين" (١/ ٢٠٦).
(٢) "مرقاة المفاتيح" (٣/ ٩٨٧).
(٣) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٠/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>