للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنما ثنى الضمير هنا لأنه ليس خطبة وعظ، وإنما هو تعليم حكم، وكلما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ، فإنه ليس المراد حفظها، وإنما يراد [الاتعاظ] (١) بها" (٢).

قال: "ومما يؤيد هذا ما ثبت في "سنن أبي داود" بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال: علمنا رسول الله خطبة الحاجة: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من [يهد] (٣) الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئًا" (٤).

قلت: والذي وقع في "سنن أبي داود" من حديث ابن مسعود: أن الرجل قال: "من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما، وقطع الكلام فقال: قم -أو: اذهب-؛ فبئس الخطيب أنت" (٥)، فعلى هذا إنما رد عليه النبي وأنكر من حيث إنه سوَّى بين من أطاع الله ورسوله وبين من عصاه، وعلى ذلك حمل الحديث الحافظ أبو عمرو الداني رحمه


(١) كذا في (ب) و (ج)، وفي (أ) و (د): "الإيقاظ".
(٢) "شرح النووي على مسلم" (٦/ ١٥٩).
(٣) كذا في (أ) و (ب)، وفي (ج) و (د) و"مفتاح الحصن الحصين": "يهده".
(٤) "شرح النووي على مسلم" (٦/ ١٦٠). والحديث أخرجه أبو داود (٢١١٨).
(٥) أخرجه أبو داود (٤٩٨١) من حديث عدي بن حاتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>