انتهى. وهو لما كان دليلًا ظنيًّا قلنا بوجوبه دون فرضيته.
(فيرقى) بفتح القاف أي: فيصعد (الصفا حتى يرى البيتَ، فيستقبل القبلة، فيوحد الله ويكبره) بأن يرفع يديه كما يرفعهما للدعاء، لا كما يفعله العامة من المعلمين وغيرهم، ويقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الحمد لله على ما هدانا، الحمد لله على ما أولانا، (ويقول: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد) زاد أبو عوانة: "يحيي ويميت"(وهو على كل شيء قدير).
قال ميرك:"قوله: "ويقول" يحتمل أن يكون قولًا آخر غير ما سبق من التوحيد والتكبير، وأن يكون كالتفسير والبيان، والتكبير وإن لم يكن ملفوظًا به لكن معناه مستفاد من هذا".
قلت: الظاهر هو الاحتمال الأول؛ لما سيجيء في الحديث الثاني من أنه يكبر ثلاثا ويقول:"لا إله إلا الله … " إلى آخره.
(لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده) أي: صدق وعده في إظهار الدين، وكون العاقبة للمتقين، وغير ذلك من وعده، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [آل عمران: ٩].
(ونصر عبده) أي: الفرد الأكمل، وهو الرسول الأفضل، (وهزم الأحزاب) أي: غلبهم وكسرهم (وحده) إيماءً إلى قوله تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ [آل عمران: ١٢٦].
ثم الأحزاب: جمع حزب، والمراد بهم القبائل الذين اجتمعوا على محاربة النبي ﷺ، وتوجهوا إلى المدينة واجتمعوا حولها، وتحزبوا يوم