للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخندق نحوًا من اثني عشر ألفًا سوى ما انضم إليهم من يهود قريظة والنضير، فأرسل الله [عليهم] (١) كما قال: ﴿رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا﴾ [الأحزاب: ٩].

وبهذا يرتبط قوله تكذيبًا لقول المنافقين والذين في قلوبهم مرض: ﴿مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾ [الأحزاب: ١٢]، وهذا هو المشهور أن المراد أحزاب يوم الخندق. قال بعضهم: "ويحتمل أن يكون المراد أحزاب الكفر في جميع الأزمنة والأمكنة"، والله أعلم.

(ثم يدعو بين ذلك، ويقول مثل هذا ثلاث مرات) قال ميرك: ""ثم": تقتضي التراخي، وأن يكون الدعاء بعد الذكر، و"بين": تقتضي التعدد والتوسط بين الذكر، بأنْ يدعو بعد قوله: "والله على كل شيء قدير"، فحمل المظهر بأن قال لما فرغ من قوله "وهزم الأحزاب وحده" دعا بما شاء، ثم قال مرة أخرى هذا الذكر، ثم دعا حتى فعل ثلاث مرات".

أقول: وهذا إنما يستقيم على التقديم والتأخير، بأن يذكر ثم يدعو بين ذلك بعد قوله: "ويقول مثل هذا ثلاث مرات"، و"ثم" تكون للتراخي في الإخبار، لا لتأخر زمان الدعاء، ويلزم أن يكون الدعاء مرتين.

قال النووي: "ويستحب أن يذكر الله بهذا الذكر ويدعو بهذا الدعاء ثلاث مرات، هذا هو المشهور" انتهى.

ولا يخفى أن كلام النووي قابل للتأويل؛ بأن يقال: "ثلاث مرات" قيد للذكر، فالتقدير: ويدعو بهذا الدعاء فيما بين ذلك، ليوافق صريح


(١) كذا في (ب)، وفي (أ) و (ج) و (د): "إليهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>