للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سعى) أي: أسرع فيما بين الميلين، فإنه كان أولًا أيضًا مسطحًا قابلًا للسعي، ولعل هذا هو الوجه في العدول عن السعي من ابتداء الصفا إلى انتهاء المروة، كما يتوهمه بعض العوام؛ فإن فيه حرجًا عظيمًا، مع مخالفته لفعل هاجر أم إسماعيل ، في القضية المشهورة عند العلماء الأعلام.

(حتى إذا صَعِدَ) بكسر العين، أي: طلع عن بطن الوادي، وهو كذا في النسخ المعتمدة والأصول المعتبرة "صعد" بصيغة المجرَّد، وفي نسخة: "أصعد".

قال ميرك: "الإصعاد: الذهاب في الأرض والإبعاد، سواء في ذلك صعود وحدور، قال الله تعالى: ﴿إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ﴾ [آل عمران: ١٥٣] والمراد هنا: ارتفاع القدمين من بطن المسيل إلى المكان العالي؛ لأنه ذكر في مقابله الانصباب، كذا في "الفائق".

قلت: ويؤيده ما في "القاموس" (١): "صعد في السلم كسمع صعودًا، وصعد في الجبل وعليه تصعيدًا: رَقِيَ، ولم يُسْمَعْ: صَعِدَ فيه. وأصْعَدَ: أتى مكَّةَ، وفي الأرضِ: مَضَى، وفي الوادِي: انْحَدَرَ".

والمعنى: إذا أتى آخر الوادي (مشى) أي: على هينته. (حتى إذا أتى المروة) أي: جاءها ووصلها، (فعل على المروة كما فعل على الصفا) أي: من الصعود عليها بحيث يعاين الكعبة إن لم يكن مانعًا، ويستقبلها بأن يميل إلى جهة يساره ويرفع يديه، ويأتي بالأذكار المذكورة والدعوات المسطورة.


(١) القاموس (ص ٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>