للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنما سمي الموقف عرفة؛ لأنه نُعِتَ لإبراهيم ، فلما أبصره عَرَفَهُ. وقيل غير ذلك.

و"عرفات": للمبالغة في ذلك، وعندي أنه إنما جمع لأن كل جزء من أجزائها موقف إلا بطن عُرَنَةٍ، كما ورد في الحديث، فيكون نظير سراويل، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ﴾ [التوبة: ١٨] المراد به: المسجد الحرام، وجمع لأن كل جهة منه مسجدٌ، أو: لأنه قبلة المساجد؛ فكأنه مساجد.

(لبى) أي: في طريقه مرة، (وكبر) أي: مرة أخرى، ولا يبعد أن يكون المراد به تكبير التشريق؛ لكون ابتدائه من صبح عرفة، ويستحب أن يسير بعد فجرها من منى إلى عرفة، والتلبية لا تنقطع إلا عند الرمي. (م، د) أي رواه: مسلم، وأبو داود، عن ابن عمر (١).

(وخير الدعاء: دعاء يوم عرفة) الإضافة فيه إما بمعنى اللام، أي: دعاء خُصَّ بذلك اليوم، وإما بمعنى "في"، أي: دعاء وقع نيه أيَّ دعاء كان. ويؤيده ما وقع في نسخة: "وخير الدعاء يومَ عرفة" بالنصب، ويجوز أن يكون بالرفع، والتقدير: خير أوقات الدعاء يومُ عرفة.

(وخير ما قلت أنا والنبيون [من] (٢) قبلي) يمكن المغايرة بينهما: بأن يكون الدعاء بالقلب والقول باللسان، وأن يكون عطف تفسير للأول، أو مغايرًا له بالكلية على ما فهم من بعض التقريرات السابقة، ولا يبعد أن


(١) أخرجه مسلم (١٢٨٤) وأبو داود (١٨١٦).
(٢) من (ب) و (د) فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>