للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ثم يتقدم) أي: عن موضع الجمرة إلى مَكَانٍ قُدَّامَهَا، (فَيُسهِل) بضم أوله، أي: فيدخل في السهل من الأرض، قال المصنف: "يقال أسهل يسهل، إذا صار إلى السهل من الأرض، وهو ضد الحزن، أو، (١) صار إلى بطن الوادي، وهو معنى قوله: "ويستبطن الوادي"" (٢)، يعني الآتي في جمرة العقبة.

لكنه وهم من المؤلف؛ إذ معناه أنه يدخل في بطن الوادي، ويرمي من بطنه لا من فوقه، فإنه هناك علو يمكن أن يرمي به، وأما الجمرتان الأوليان فهما في بطن الوادي بأصلهما، فالمطلوب هنا الدخول في أرض السهل، فالمغايرة بينهما ظاهرة للعارف بهما.

(فيقوم مستقبل القبلة قيامًا طويلًا) قيل: "قدر قراءة سورة البقرة" (فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك) أي: مثل ما تقدم من اعتبار السبع ومراعاة التكبير.

(فيأخذ ذات الشمال) أي: يمشي إلى جهة الشمال عند تقدمه عن الجمرة، وإرادته الوقوف للدعاء، (فيُسْهِلُ، فيقوم مستقبل القبلة قيامًا طويلًا، فيدعو ويرفع يديه حتى يرمي الجمرة ذات العقبة) أي: الواقعة عندها (من بطن الوادي) أي: لا يرميها من فوق؛ فإنه مكروه عندنا، غير جائز عند الشافعي.

(ولا يقف عندها) أي: عند جمرة العقبة ولا حولها للدعاء، وهو لا


(١) في "مفتاح الحصن الحصين": "أراد".
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٢/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>