(ولما أتى الإمام) أي: مقتدى الأنام، (الحجة) أي: حجة الإسلام، (عبد الله بن المبارك) وهو من أجلَّاء التابعين وزهادهم وعبَّادهم، الجامع بين الحديث والفقه، وهو من أصحاب إمامنا الأعظم، والمعنى: لما جاء (زمزم واستقى) أي: أراد أن يشرب (منه) أي: من ماء زمزم (شربة، ثم استقبل القبلة قال: اللهم إن ابن أبي الموالي) بفتح الميم (حدثنا عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أن رسول الله قال:"ماء زمزم لما شرب له" وهذا) أي: هذا الماء (أشربه) أو: هذا أنا أشرب ماء زمزم العطش يوم القيامة) أي: لدفع العطش فيه (ثم شرب).
(قلت: هذا سندٌ صحيحٌ، والراوي عن ابن المبارك ذلك سويد) بالتصغير (بن سعيد، ثقة، روى له مسلم في "صحيحه"، وابن أبي الموالي) أي: الراوي عنه ابن المبارك (ثقة روى له البخاري في "صحيحه") أي: وابن المنكدر جلالته أظهر من أن يقال في حقه: ثقة (فصح الحديث) أي: لصحة سنده (والحمد لله).
قال الحنفي:"فيه تأمل؛ لأنه لا يثبت صحته بمجرد توثيق شيخ ابن المبارك، وتوثيق الراوي عنه، بل لا بد من توثيق من بعده أيضًا حتى يثبت".
قلت: وتوجيهه يظهر بما ذكره ابن القيم الجوزي في "زاد المعاد"، حيث قال: "قد ضعف هذا الحديث طائفة بعبد الله بن المؤمل [راويه](١)