كتاب ألفية ابن مالك - ت القاسم

[مقدمة الناظم] - ص: 101

٥ - وَتَقْتَضِي رِضاً بِغَيْرِ سُخْطِ … فَائِقَةً (١) أَلْفِيَّةَ ابْنِ مُعْطِي (٢)

٦ - وَهْوَ بِسَبْقٍ حَائِزٌ تَفْضِيلَا … مُسْتَوْجِبٌ ثَنَائِيَ الْجَمِيلَا

---

(١) في ج: «فائقة» بالرَّفع والنَّصب والجرِّ، والمثبت من ب، د، و، ط، ل، م، ن، ع.
قال الأشموني رحمه الله في منهج السَّالك (١/ ٧): «يجوزُ في (فَائِقَة) النصبُ: على الحال من فاعل (تَقْتَضِي)، والرفعُ: خبراً لمبتدأ محذوف، والجرُّ: نعتاً لـ (أَلْفَيَّةٍ)»، وقال المكودي رحمه الله في شرح الألفيَّة (١/ ٧٨): «(فَائِقَةً): مَنْصُوبٌ عَلَى الحَالِ مِنْ فَاعِلِ (تَقْتَضِي)»، وقال ابن هانئ رحمه الله في شرح الألفيَّة (ص ٢٢): «والفائق هو الغالب، يُقال: فاقَ هذا إذا غلبَه، وأكثرُ استعمالِه في المعاني، ويوجدُ في بعض النسخ: (قَافِيَةً)، والأوَّلُ أظهرُ وأثبتُ، وهو الذي يدلُّ عليه سياقُ اللفظ».
(٢) «ابْنِ مُعْطِي» مطموسة في ج، وفي ب، د، ط، ن: «ابن معط» من غير ياء.
وإثبات الياء في المنقوصِ المجرور ورَدَ في الفصيح، وهو أنسب في النطق، وابن معطي كان يكتبها قديماً «ابن معطٍ» ثم عَدَل عنها إلى «ابن عبد المعطي»، واسم ألفيته: «الدرة الألفيَّة في علم العربية»، وعدد أبياتها: (١٠٢١) بيتاً، وهي مطبوعةٌ متداولة. انظر: (ص ١٢) من مقدمة المحقق محمود الطناحي لكتاب «الفصول الخمسون» لابن معطي، و «ألفية ابن معطي» بتحقيق سليمان البلكيمي.
و «ابْن مُعْطِي»: هو يحيى بنُ معطي بن عبد النورِ، أبو الحسين زينُ الدِّينِ، الزَّواويُّ الجزائريُّ؛ من جزائر مَزْغَنَّة، كان إماماً مبرَّزاً في العربيَّة، وشاعراً محسناً، قرأ على الجزوليِّ، وسمع من ابنِ عساكر، وأقرأ النَّحوَ بدمشق مدةً، ثمَّ بمصر، وتصدَّر بالجامع العتيق، وحمل الناسُ عنه؛ من مصنفاته: الألفيَّة في النَّحو، والعقود والقوانين، وحواشٍ على أصول ابن السراج، وكتاب شرح الجمل، وغيرها، ولد سنة (٥٤٦ هـ)، ومات في سنة (٦٢٨ هـ) بالقاهرة. سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٣٢٤)، وإنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي (٤/ ٤٤)، وشرح ابن هانئ على الألفية (ص ٢٢)، وبغية الوعاة (٢/ ٢١٤).