الرؤيا، فقال: إني حاقن ثم مضى، فلما كان من الغد عاد وقد صار معبراً للرؤيا، وذلك أنه مضى من يومه، فدرس كتاب الكرماني.
ويحكى أنه كان يأخذ الرطب ويشمه، ويقول: أما إنك طيب، ولكن أطيب منك ما وهب الله عز وجل لي من العلم.
ويحكة أنه مر يوماً في النخاسين، وجارية تعرض، حسنة الصورة، كاملة الوصف؛ قال: فوقعت في قلبي، ثم مضيت إلى دار أمير المؤمنين الراضي بالله تعالى، فقال: أين كنت إلى الساعة؟ فعرفته، فأمر فاشتريت وحملت إلى منزلي ولم أعلم، فجئت فوجدتها، فعلمت كيف جرى الأمر، فقلت لها: كوني فوق إلى أن أستبرئك -وكنت أطلب مسألة قد اختلت علي- فاشتغل قلبي، فقلت للخادم: خذها وامض بها إلى النخاس، فليس يبلغ قدرها أن يشغل قلبي عن علمي - فأخذها الغلام، فقالت: دعني حتى أكلمه بحرفين، فقالت: أنت رجل لك محل وعقل، فإذا أخرجتني ولم تبين لي ذنبي، لم آمن من أن يظن الناس في ظناً قبيحاً، فعرفنيه قبل أن تخرجني. فقلت: مالك عندي عيب، غير أنك شغلتني عن علمي، فقالت: هذا سهل عندي. قال: فبلغ الراضي بأمره، فقال: لا ينبغي أن يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في قلب هذا الرجل.