للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهناك أناس كثيرون رزقهم الله الهداية بدعوة من الوالدين أو من أخ مشفق ناصح أو صديق مخلص أو زوجة محب.

ويتحرى الداعي أوقات الإجابة، ويتأدب بآداب الدعاء المعروفة، ويسأل الله من منه وكرمه ويلح في الدعاء ويتذلل بين يدي الله رجاء قبول دعوته. ولقد كان الأنبياء والصالحين يدعون ربهم لأنفسهم ولذرياتهم ولقومهم: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ}، {رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً}، {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا} وغيرها كثير.

كان - صلى الله عليه وسلم - يحب التفاؤل في كل شيء .. وهل هناك صحيفة أنصع من صحيفة الدعوة؟ لذا يجب أن تجمل بالتفاؤل وتزين بالبشارات التي وعدها الله للدعاة وقرب استجابة دعوتهم ..

ووالله نرى الفرح هذه الأيام من إقبال الناس على الدين فهذا بالأمس فاسق واليوم تقي ورع، وذاك مجاهر بمعصية واليوم تسبقه دمعة الندم .. وذاك كان متراخيًا متكاسلاً لا يقوم الليل واليوم ها هو يصلي الليل إلا قليلاً .. وذاك بالأمس كافر وهو اليوم مسلم .. فاللهم لك الحمد. والتفاؤل وسيلة دعوية للداعي تعينه على دعوته وللمدعو تفرح قلبه وتسر خاطره.

على الداعي الالتزام في النصيحة بما وافق الكتاب والسنة فلا ينصح بأمر إلا وهو عالم به متأكد من ذلك، ولا ينهى عن أمر إلا مثل ذلك ولكن لا يشترط للداعي حفظ الدليل ومعرفته .. بل ما علم من الدين بالضرورة يكفي للداعية العادي.

<<  <   >  >>