باب الستر على المسلم من أوسع وأسرع أبواب الدعوة تأثيرًا فمن رأى من المسلم ما يوجب رفعه إلى الوالي وعلم أن المدعو ليس متمرسًا في الشر وليس طريقه بل إنها سقطة وزلة فالأولى أن يستر على المسلم وتكون منقبة له وربما يؤدي هذا الستر على المسلم أو المسلمة إلى لزوم الجادة ..
ولا يفشي بهذه السقطة لأحد فإن ذلك من الغيبة وإشاعة الفاحشة وتتبع العورات. بل كما ستر يكتم، وكأن عينه لم تر وأذنه لم تسمع، والهدف من الستر هو الهدف من العقوبة لو رفعت للوالي وهي الزجر والردع. فرب ستر أعظم من عقوبة.
وإذا تدرج الداعي في وسائل الدعوة وأساليبها وعجز عن المحاولة بالتي هي أحسن فأمامه بدائل صعبة ولكنها طاعة لله ولرسوله؛ فامرأة لا يصلي زوجها وحاولت وجاهدت ولكن دون نتيجة وهي تعلم أنه لا يجوز لها البقاء، ليس لها إلا الفراق الصعب قال الله جل وعلا:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه».
وقد ذكر لي أن امرأة حاولت مع زوجها أن يصلي بشتى الطرق والوسائل لكنها وجدت منه الصد والإعراض فكان أن ذهبت لأهلها زائرة ورفضت العودة إلا بشرط أن يصلي لكنه عاند وكابر في البداية وهذا أمر متوقع ثم هداه الله. فهذه وسيلة أتت