للنصارى والكفار عمومًا دورٌ لا ينكر في كثرة أعمالهم وتتابع جهودهم التي شرقت وغربت، فهم يدعون ويبذلون ويجاهدون ولا ييأسون .. وذكر أعمالهم وصبرهم فيه إذكاء للتحدي وتحريك لنفس المدعو وضرب للأمثال وقياس للواقع .. فهؤلاء النصارى بذلوا جميع ما يملكون من إمكانات مادية وبشرية وغيرها في سبيل دعوتهم الباطلة ودينهم المحرف.
وقد حدثني أحد العاملين بمستشفى للعيون فذكر لي أن لديهم طبيبًا ماهرًا نابغًا في عمله ويعد من الأطباء القلائل في مجال تخصصه. وله مرتب ضخم وسكن مريح وسيارة فارهة. ولما تقدم بطلب إجازة سئل أين ستقضيها؟
فأجاب: في أفغانستان! ! مع جماعة أطباء بلا حدود .. وهي جمعية تنصيرية اتخذت العلاج لعملها الخبيث.
فتعجب الكثير من تضحيته بالمسكن المريح والمكان الجميل والإجازة السنوية يقضيها بين القنابل والرصاص في خيام لا تقي الحر ولا البرد.
أما ذلك المنصر الآخر فقد أقام في كوخ تنقصه وسائل الراحة مدة أربعين سنة كاملة .. نعم أربعين سنة في أدغال أفريقيا ووسيلة اتصاله بالعالم طائرة مروحية صغيرة تأتيه بين حين وآخر محملة بالأدوية والهدايا.