الداعي ينقذ المدعو وينقذ أسرته ومن وراءه من عذاب جهنم .. إنه يأخذ بيده ويبعده عن طريق المهالك ومفازات الصحراء، ويبين له طريقًا فيه أجر من واجب أو سنة أو مستحب فله من الأجر مثل ذلك.
للوالدين حقوق كثيرة لا تخفى على عاقل .. والناس تلاحظ ذلك وتراعيه وأذكر أن أحد الشباب قد تقدم لخطبة فتاة فسأل والد الفتاة أباه: كيف بره بك؟ !
ولا شك أن ذلك أكبر منطلق للبر بالأم والزوجة والأخت.
والناس تحت صاحب الأخلاق الحميدة والصفات الكريمة وتتعاطف مع كبار السن ممن يحتاجون إلى أبنائهم.
وقد ذكر لي أحد الأخوة عن رجل كبير في السن وله منصب وجاه ولم يكن ذا التزام كامل فكان أن مرض وبدأ كبار القوم ووجهاؤهم يزورونه فجعل يثني على أحد أبنائه علانية وأنه بار به لا يفارقه ليلاً ولا نهارًا.
فالتفت القوم إلى الابن البار فإذا عليه سمت الصالحين وسيمًا للخير فكان داعيًا صامتًا. وقد ذكر الشيخ أحمد القطان كيف كانت توبة والده وهي حول هذا الموضوع. وكثير من الشباب الملتزمين ليس لوالديه نصيب من الدعوة بل ولا من التلطف وحسن الأدب وقضاء الحوائج فمن أولى بذلك؟ أتدعو صديقك وتترك أباك وتدع أمك؟ !