المدرسة مكان دعوي مهم وأرض خصبة منبتة .. يساعد على ذلك عوامل كثيرة منها طول مدة اليوم الدراسي والسنة الدراسية وكذلك قيمة الدرس وأهميته .. وتتفاوت الدعوة باختلاف الأعمار من مرحلة إلى أخرى.
ومن خلال خمس وأربعين دقيقة يستطيع المعلم والمعلمة إيصال ما يرغبون فيه إلى الطلبة بشكل عام وإلى الطالب المعني بشكل خاص. وهناك التفاتات من المعلم إلى الطلبة النابغين والنابهين ومن لهم وجاهة في المجتمع من علم أو منصب أو جاه فإنهم القدوة في وسط ذاك المجتمع .. وكذلك الالتفات إلى من يحتاج من الطلاب إلى عناية ودعوة، وللمعلم حرية وطول وقت تساعده على اختيار وسائل وطرق الدعوة بل وتنوعها وتعددها.
وسأضرب لذلك مثلين أو أكثر تبين أهمية المدرس في المدرسة وأثره على الطالب وأسرته:
فالأول ذكره لي أحد أئمة المساجد، وكان قادمًا من منطقة بعيدة إلى الرياض للدراسة الجامعية وكان متفوقًا وقد سأل أحد المشايخ طلاب السنة الأولى الجامعية .. من الأوائل في هذا الصف؟ ! ثم بدأ يسأل الأوائل كم تحفظ من كتاب الله عز وجل؟ !
قال الإمام -وكان من المتفوقين-: سألني كم تحفظ من كتاب الله؟ ! فأجبته: أربعة أجزاء ..