ومن أهم الوسائل الدعوة إلى الله الإنفاق في سبيل الدعوة فالمنفق يستطيع أن يطبع ألوفًا من الكتب ويوزع مثلها من الأشرطة ولديه إمكانية تأليف القلوب بالمال والجاه الذي يملكه، ولا شك أن إنفاق المال في الدعوة إلى الله من شكر نعمه، فالغني أتى إلى هذه الدنيا وهو لا يملك نعلاً في قدمه فضلاً عما وراءها.
فالنعم قسمة من الله لعباده مثلما قسم وبسط الأعمار والأجسام والأخلاق، فلا لأحد فيها فخر ولا له فيها جهد ونصب فلا يدعي أحد مثل قول من كفر بنعمة الله:{إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} أو إنني إنسان ذكي نهاز للفرص مطلع على الأحوال .. فهذه مكابرة، فليس كل من عمل أو استغل الفرص كثر ماله بل ربما يكون العكس.
فليتق الله أهل الأموال، وغالب الناس اليوم كذلك. فلينفق الجميع مما أعطاهم الله قل أو كثر، فوالله كم رأينا من محروم حرم نعمة المال وكم من محروم حرم نعمة الإنفاق.
ومن تأمل في حال الكثير وجد أن الآخرة لا حظ لها من ماله .. فكم من معلم أو موظف أو تاجر أنفق في عام كامل ألف ريال فقط في سبيل الدعوة وكم من معلمة أو موظفة أنفقت مائة ريال في الشهر!