بعض أنواع النصيحة المباشرة في مجتمعنا الحالي لها بعض المحاذير لسوء الأنفس وعدم تعودها للنصح منذ الصغر .. وهذا ملاحظ في كثير من الأفراد حتى بعض الأخيار منهم إذا نصحته مباشرة ربما سببت هذه النصيحة بعض الجفوة بينك وبينه.
وأذكر أن أحد الشباب نصح أخًا له عن رائحة كانت تصدر من أبطيه وأشار عليه ببعض المستحضرات التي توقف انتشار هذه الرائحة وأنها موجودة في الصيدليات وقال له .. كنت أعاني ما تعاني منه حتى بدأت أستعمله فاختفت الرائحة .. فكان أن شكره ولكنه بدأ يتثاقل زيارته حتى طالت الوحشة بينهما.
والعجيب أمر التربية في هذا الجانب لو رأيت ملاحظة على بعض من تعود النصيحة وهو من الكفار واستدركت عليه أمرًا لشكرك على ملاحظاتك .. وهذا من التعود، فينشأ منذ الصغر على قبول الاستدراك والملاحظة ونحن أولى بهذا منهم.
ومن رأى أن النصيحة ربما تجدي في أمر من الأمور فإن من حسن الأدب تقديم ثناء محق على المنصوح بأنه فيه كذا وكذا .. ثم يكمل: غير أنني رأيت فيك خلة عجبت أن لا تتداركها وهي كذا .. فربما أن المنصوح من أصحاب القلوب المفتوحة والصدور السليمة فيقبل شاكرًا داعيًا.
والنصيحة المباشرة قد تكون ضرورة لبعض الأفراد الذين لا يمكن طرق الأساليب الأخرى معهم للتعنت الذي يبدونه فينصحهم