للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الانطلاقة]

أعظم دعوة يقوم بها المسلم هي دعوة نفسه .. فيبدأ بها يلزمها الطاعة ويجنبها المعصية .. ويجاهد نفسه في ذلك حتى تستقيم له .. عندها يخلِّص نفسه من عذاب الله -بعفوه ورحمته-.

ومن تأمل سير العلماء والدعاة وجد فيها من مجاهدة النفس والصبر على الطاعة الشيء الكثير .. فهذا أثر عنه صيام داود، وذاك يقوم من الليل ساعات طوال، وآخر اشتهر بالعبادة والورع والتقى .. وكلهم يجاهد نفسه في العبادة والوقوف بين يدي الله بذل وانكسار .. وكل تلك الطاعات تقوي الإيمان وترقق القلوب وتعين على دعوة الآخرين.

ثم الخطوة التالية أن يبدأ الداعي بأقرب الناس وأحبهم إليه من والد ووالدة وأخ وأخت وزوجة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: ٦].

أخي الحبيب:

الدعاء عبادة عظيمة يشعر فيها المخلوق بعظم شأن الخالق وقدرته على تصريف الأمور .. وهو لجوء إلى رب الأرباب ومسبب الأسباب .. الدعاء باب ومدخل من أسباب الهداية، فبسبب الدعاء يحصل سكينة في النفس وانشراح في الصدر وصبر يسهل معه احتمال الأذى، وهو منارة للتفاؤل بقبول الدعوة عند المدعو ورجاء أن يقذف الله في قلبه نور الهداية والتقى.

<<  <   >  >>