ولقد جاء الإسلام متدرجًا في تشريعاته .. بدءًا بالتوحيد ثم الأمر بفرائض الإسلام وهكذا، بل كان تحريم الخمر وهي أم الخبائث على مراحل:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} وانتهاء بآية التحريم لها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
ولما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذًا إلى اليمن قال له:«إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم ... »[الحديث متفق عليه].
أيها الداعية الموفق:
إن عمل الدعوة يلزمه الإخلاص لله جل وعلا وصدق النية رجاء ما عند الله، ومحبة للمسلمين وإنقاذًا لهم من مهاوي الردى ومزالق الانحراف، ورفعًا لدرجاتهم تقربًا إلى الله بالعمل الصالح. وهو فوق ذاك إبراء للذمة ونصح للأمة .. فربما تعلق بك المدعو غدًا لو لم تدعه .. وأخذ ينادي: أنت مسئول عني فلم تدعني .. اهتديت فتركتني .. سمعت بخير ما أعلمتني .. علمت بسنة فما دللتني! !