للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن تنوع الأساليب وتعدد أوجه الدعوة من ضرورياتها ومتطلباتها، هذا نوح عليه السلام ما ترك سبيلاً لدعوة قومه إلا سلكه ولا بابًا إلا طرفه: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا} [نوح الآيات: ٥ - ٩].

والرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي إلى مجامع قريش وأسواقها ويدعوهم إلى دين الله، ووقف مناديًا على الصفا، واتخذ من موسم الحج منبرًا للدعوة، وسار إلى الطائف داعيًا ثم هاجر إلى المدينة النبوية .. إنها أساليب متنوعة وطرق متعددة تخدم الدعوة ولم تقف عند حد .. بل كل أسلوب اتبعه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو له ضابط شرعي فنحن نتبعه ونسير عليه ..

ثم لا بد أن يوطن الداعي نفسه على تحمل المشقة والأذى وسماع ما يكره فإنه قد سلك طريق الأنبياء والمرسلين وهو طريق محفوف بالمكاره مليء بالأشواك .. إنه طريق الجنة.

أيها الحبيب:

إن ترتيب الأولويات في الدعوة إلى الله مهم جدًا فالتوحيد قبل الصلاة والصلاة قبل الزكاة .. نبدأ بالأهم فالمهم ونقتفي في ذلك آثار الرسول - صلى الله عليه وسلم - ودعوته. فقد بدأ بالتوحيد ثم تدرج في العبادات وإلا كيف ندعو شخصًا إلى الصلاة وهو يدعو غير الله أو

<<  <   >  >>