ليس في مجال الدعوة إلى الله ضعف ولا مجاراة للعصاة في معصيتهم حتى يستأنسوا بذلك ويألفوا الداعي كما يقول البعض، فهذا ليس من هديه - صلى الله عليه وسلم - بل كان قويًا في الحق يتمعر وجهه إذا رأى معصية أو منكرًا.
هناك مواقف يكون فيها الداعي هو المتأثر والمنجرف مع المدعو في مساوئه فيجب عليه أن ينجو بنفسه إذا رأى أنها تتأثر بسوء المدعو وتستمرئ منكره أو غفلته .. انج بنفسك ولا تتأثر به بل دعه حتى لا تصبح مثله خاصة وقد رأيت في نفسك ميلاً لسوء عمله.
أيها الحبيب:
الداعية رجل عمل يبحث عن مكافأته وجزائه، ولكن ليس في الدنيا بالتباهي والتفاخر والمنة بأن فلانًا اهتدى على يدي وقد كان ضالاً منحرفًا ..
وهكذا يزري بالناس ويتفاخر بما قدم، فذاك من خسران العمل والعياذ بالله. ثم إن الأمر ربما يصل المدعو فيكره الداعي ولا يحبه وربما تكون له انتكاسة إذا كان ضعيف الإيمان ..
على الداعي أن لا يحقر من أمر الدعوة ولو كلمة يسيرة فربما تكون سببًا للهداية:«لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق» رواه مسلم.