الناس يتعاطفون مع الضعيف والصغير .. ويتشوق الكثير إلى معرفة حال الداعية في منزله مع زوجته وأبنائه؛ هل هو حسن الخلق لين الجانب أم عكس ذلك؟ وتلك الأخبار تتجاوز الأسر والأقارب إلى الجيران والمعارف وكلها مقدمات لقبول الدعوة وربما تكون بابًا للصد بل وأحيانًا للاستهزاء إذا تلقفتها ألسنة الفساق .. فهذا لا يكرم زوجته وربما رفع صوته عليها وهكذا.
ثم إن الناس إذا رأوا حسن تعامل وخلق الأخيار أحبوهم وأحبوا تزويجهم والعكس ربما يقع.
وأذكر هنا قصة خاصة ليست من القصص العامة ولا تنطبق إلا على أفراد قلائل من بعض الشباب.
فقد كان لامرأة عجوز قريب غير ملتزم ولكنه حسن الخلق بار بوالديه وأقاربه صاحب كرم وسخاء وهدايا وعطايا فأحبته قريبته رغم علمها بمعاصيه الظاهرة. وكان لها قريبة تزوجت بمن ظهر عليه علامات الصلاح ولكنه كان يسوم زوجته العذاب لسوء خلقه، ومنعها من زيارتها وإعانتها وهكذا حتى كرهته النساء وكان صورة كريهة للملتزمين. فإذا تقدم للمرأة العجوز خاطب ردت وعارضت قبول الملتزم وإذا تقدم صاحب الفسق الظاهر وربما التارك للصلاة رحبت به قياسًا على الآخر.