للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقومه ليقول لهم: أتيت من عند من يعطي عطاء من لا يخاف الفقر .. لم ينظر إلا من هذه الزاوية ولذا لم يقل أتيت من عند نبي الله أو هلموا لأكمل الأديان وأتمها. لا بل نظر إلى ذلك من زاوية الدنيا وهي التي لفتت انتباهه وهي التي رغبته في الإسلام .. وبعض المدعوين ينقاد من هذه الزاوية أو من زوايا أخرى فلا يتعجب في البداية من ذلك وليكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - القدوة في الدعوة.

في أحايين كثيرة من الدعوة يحسم الموقف عند حد معين خاصة إذا كان المدعو بدأ ينفعل وينتصر لرأيه فربما يكون في ذلك ضرر عليه في دينه إن كان مسلمًا فيجب التوقف والانسحاب فالداعي صاحب دعوة لا صحاب انتقام وتشفي.

فهناك جهلة كثيرون .. وهناك مكابرون ومعاندون ولكن الداعي يسير على نور من ربه في طريق مرسوم {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.

والحذر أن يكون للداعي موقف يأخذه الشيطان فيرى أن ينتصر لنفسه ويشفي صدره وهذا ليس بأسلوب الدعاة بل الانتصار لله ولرسوله، وتهان النفس وتذل في سبيل الدعوة. لأنه يستقي علمه ومسير حياته من تعاليم القرآن الكريم وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ربما يقف يومًا يحتار فيه حتى يقرأ هذا الآية فتنجلي الحيرة وتتضح الرؤية: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}

<<  <   >  >>