للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعلوم أنه ما قام دين من الأديان ولا انتشر مذهب من المذاهب ولا نبت مبدأ من المبادئ إلا بالدعوة، ولا هلكت أمة في الأرض إلا بعد أن أعرضت عن الدعوة، أو قصر عقلاؤها في الأخذ على يد سفائها، وما تداعت أركان ملة بعد قيامها ولا درست رسوم طريقة بعد ارتفاع أعلامها إلا بترك الدعوة .. فإذا أهملت الدعوة فشت الضلالة وشاعت الجهالة وخربت البلاد وهلك العباد.

أيها الحبيب:

إن أثر الدعوة واضح وجلي .. ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا أبا بكر ثم تبعه الباقون حتى قامت صروح الدعوة على يديهم وتضاعف العدد حتى عم مكة وامتد النور إلى المدينة النبوية.

إنها تشمير إلى المعالي .. اجعل نصب عينك شخصًا بعينه قريبًا أو بعيدًا .. ادعه وارفع درجة التزامه، فإن أخلصت ورزقك الله التوفيق فلك مثل أجر عمله إلى يوم القيامة .. ها هو يقوم الليل وأنت نائم، ويصوم وأنت مفطر، ويحج وأنت مقيم، ويجاهد وأنت جالس .. ولكن يجري لك من الأجر مثل أجره ولا ينقص من أجره شيئًا .. فما ظنك إذا اهتدى على يديه أكثر من واحد ثم أكثر من عشرة وهكذا مضاعفات الأعداد .. إنها فرصة ثمينة وباب من أبواب العبادة.

إنها دعوة للخير فربما تدعو شخصًا في اليوم وربما عشرة .. هذا في الورشة وذاك في المنزل وآخر في المسجد ورابع في الشارع العام وخامس عبر مكالمة هاتفية وهكذا .. لكن لكل فرد ما يناسبه

<<  <   >  >>