للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[غربة الفرقة والطائفة المنصورة]

أحمد الله رب العالمين، وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبعد: فالفرقة المنصورة، أو جيل النصر الذي وعد به النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه بقوله: (عمل الواحد منهم كخمسين منكم، قالوا: بل منهم يا رسول الله! قال: بل منكم، إنكم تجدون على الخير أعواناً، وهم لا يجدون).

كان أبو بكر يجد عمر معواناً له على الحق، وكان عمر يجد عثمان معواناً له على الحق، وعثمان يجد علياً، وعلي يجد سعداً، وسعد يجد عماراً، وعماراً يجد بلالاً، وبلال يجد ابن مسعود، كل يعين أخاه على الحق.

أما نحن فإننا في زمن كل واحد يريد أن يعين الآخر على الباطل، يريد أن يوقفه عن الحق، يريد أن يكتم شهادة الحق، يريد أن يقول الزور، يريد أن يملأ قلبه هيبة من المخلوق لا من الخالق، يريد أن يبعده عن حقيقة الإسلام، يريد أن يبعده عن ما هو مخلوق له، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:٥٦ - ٥٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>