للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يكون العمل خالصاً لوجه الله

الشرط الثاني: أن يكون العمل خالصاً لوجه الله: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، أبو موسى الأشعري عندما سلم من الصلاة وجد الحبيب صلى الله عليه وسلم جالساً وراءه وهو يصلي تحية المسجد، قال: أوسمعتني يا رسول الله! قال: (منذ أن بدأت يا أبا موسى، والذي بعثني بالحق نبياً لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود)، أي: صوتك طيب وجميل! حتى المصريون ينتقون شخصاً صوته جيد معقول ليصلي بهم، والمؤذن يكون صوته جيداً حتى لا ينفر الناس! (اسمع القرآن ممن إذا سمعته قلت: إنه يخشى الله)، فلا تنكرون عليه قراءته، من أنه لم يقف هنا في هذا الموطن، وأخطأ هنا، هذا ليس مجلس عرض للقرآن، يا أخي إن الله امتن عليهم بحفظ كثير من القرآن والسنن فلا تكن معولاً في هدم البناء، وكن حجراً في إعلاء البناء، يعني: سددوا وقاربوا من أجل أن الله يسد الخلل علينا يوم القيامة، يستمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى تلاوة أبي موسى فيقول: (لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود، قال: والذي بعثك بالحق نبياً، لو أعلم أنك تسمعني لحبرته لك تحبيراً)، أي: لكنت جملت وحسنت صوتي، فالرسول يسمع.

أنت إذا ذهبت إلى الإذاعة تجد أن المقرئ عندما يذهب للامتحان يكون في اللجنة واحد من معهد الموسيقى؛ من أجل أن يرى مقامات الأصوات، المهم أنه لابد أن يكون عضواً في اللجنة، سواء يصلي أو لا يصلي، المهم أن يأتي يسمع صوت هذا الشخص، وكأنه -سبحان الله- كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم) يعني: بالكاد أن القرآن يخرج من اللسان فقط دون العمل بما فيه.

ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن القرآن نزل بحزن، فاقرءوه بحزن، ولا تقرءوه بلحن أهل العشق) أي: لا يمكث طوال الوقت يغني بالقرآن، فيقول آخر: يا سلام عليك يا شيخ {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} [الكهف:١٠٠] يا سلام! الله يفتح عليك: ثانية ثاني! ماذا الله يعرض جهنم! يعرض جهنم يا شيخ! لا إله إلا الله، نسأل الله السلامة! انظر إلى الصحابة كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قرأ عليهم القرآن كأن على رءوسهم الطير!

<<  <  ج: ص:  >  >>