ومن أسباب حسن الخاتمة أيضاً: المسارعة إلى الخيرات، فكلما وجدت باب خير لا أتوانى، فإن وجدت باب صدقة تصدقت، أو كفالة يتيم كفلت، أو صوم صمت، فلا تأخر المعروف حتى في الدنيا، خرج النبي صلى الله عليه وسلم فوجد العباس وأبا بكر وعمر على الباب، أي: على باب رسول الله عليه الصلاة والسلام، لا يريدون أن يزعجوه، فقال:(فيم كنتم تتحدثون)؟ وقد كانت عندهم أعمال، فـ أبو بكر كان تاجراً وعمر كان يعمل في الزراعة، وكان العربي يعمل حتى الظهيرة، وبعد الظهيرة يكون عنده قيلولة، فإذا كان لديه عمل آخر يذهب إليه، وإن لم يكن عنده عمل يجلس، وربنا يضع البركة.
وقد عملوا إحصائية في دولة إسلامية فوجدوا أن العامل يعمل سبع وعشرين ثانية، أهذا مسلم! وهذه إحصائية من مؤسسة محترمة نثق بها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(فيم كنتم تتحدثون؟ قالوا: كنا نتحدث في المعروف يا رسول الله! قال: وماذا قلتم؟ قال أبو بكر: إن خير المعروف تعجيله، وقال عمر: وأنا قلت يا رسول الله: إن خير المعروف ستره، وقال العباس: إن خير المعروف تصغيره) يعني: أصغّره، فأقول: أنا لم أعمل شيئاً.
فقال صلى الله عليه وسلم:(إن في المعروف الثلاثة، فإن عجلته هنأته، وإن سترته تممته، وإن صغرته عظمته).
إذاً: فـ أبو بكر يقول: خير المعروف تعجيله، أي: إذا أردت أن تعمل معروفاً فبسرعة، وقال عمر: خير المعروف ستره، أي: إذا عملت معروفاً فاستره، واحذر من الرياء والتسميع.
وقال العباس: خير المعروف تصغيره، يعني: تقول: أنا لم أعمل شيئاً.
فجمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وأقر ما قالوه بقوله:(إن في المعروف الثلاثة: إن عجلته هنأته، وإن سترته تممته، وإن صغرته عظمته).
ولابد في المسارعة إلى الخيرات، من اتباع السنة، أي: سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه)، فاقتف أثر رسول الله، وما خان الرسول عليه الصلاة والسلام أحداً قط، وما كذب قط، وما تهجم على أحد قط.
فلابد أن يكون الرسول قدوة ثم تذكر الآخرة.
قال أحد الصالحين: لو فاتني ذكر الآخرة ساعة لفسد قلبي.
وأناس لا يذكرون الموت حتى يموتوا، حتى إذا قلت له: احذر الموت قال: فال الله ولا فالك، ابعد الشر.