للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرضا بقضاء الله سبحانه وقدره]

أحمد الله رب العالمين، وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبعد: فإن من مراتب الهداية: الرضا باختيار الله لك في صغير الأمر وكبيره، وكلنا يثق أن رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت شديدة في إيمان عمه أبي طالب، ولم يسلم من أعمامه العشرة إلا اثنان، واحد أسلم مبكراً، والآخر أسلم قبل الفتح بعام أو عام ونصف.

فعمه حمزة أسلم في بداية الدعوة، وهو أسد الله وأسد رسوله رضي الله عنه، وأخو الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، وكان عمره يقارب عمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لذلك كان عماً وأخاً وصديقاً، وقد تأثر النبي صلى الله عليه وسلم تأثراً شديداً عندما رأى بطنه قد بقرت، وكبده قد ليكت، وأنفه قد جدع، وجثته قد مثل بها.

العم الثاني: العباس، وكان كبير مكة وحكيمها بعد أخيه أبي طالب، ولم يسلم إلا قبل فتح مكة.

وسوف نعمل مقارنة بسيطة ونتحدث عن مراتب الهداية، وأنه لا يختار مع اختيار الله.

فسنجري مقارنة بين عم النبي صلى الله عليه وسلم أبي طالب وسلمان الفارسي رضي الله عنه.

ومن أعمام النبي صلى الله عليه وسلم أبو لهب، واتفقنا من قبل أن اسمه عبد العزى، وكنيته أبو لهب، وكني بذلك لأن وجهه كان أبيض بحمرة شديدة، فكأن الشرر يتطاير منه.

وسنقارن بين أبي لهب وبلال الحبشي.

وسوف نقارن بين أبي جهل وسيدنا صهيب الرومي الله رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>