نحمد الله رب العالمين، ونصلي ونسلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد: عندما يسمع الإنسان كلمة هداية يشعر بأن قلبه قد لان، وصدره قد انشرح؛ لأن كل واحد منا يريد الهداية، اللهم اهدنا فيمن هديت يا رب! وكلنا نقول في اليوم سبع عشرة مرة على الأقل:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة:٦]، وليس اهدني، وإنما اهدنا كلنا، أي: أن كل واحد منا ينوب عن الجميع في الدعاء، فأنت تدعو الله عز وجل أن يهديك والمسلمين كلهم، فتقول:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة:٦].
وأول خطوة من أجل أن ندخل على الهداية هي التوبة، ودعنا نتفق في مسألة التوبة على شيئين مهمين: الأول: أن كل العباد يخطئون، كما قال الصادق المعصوم صلى الله عليه وسلم:(كل بني آدم خطاء).
فليس معنى أنك صليت أنك مهتد والذي لا يصلي عديم الهداية، لا، وإنما ربنا قال:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور:٣١]، فالآية علقت الفلاح على التوبة، فمن تاب فهو مفلح.
فمن مشى في طريق الهداية فعسى أن يكون من المفلحين، اللهم اجعلنا منهم يا رب! فالفلاح مرتب على التوبة، ومن أجل أن أكون من المفلحين وأصبح من حزب الله المفلح فلابد أن أتوب، والذي لم يتب يكون ظالماً لنفسه، وقد يكون فتنة لغيره.