النوع الثالث من الأدب موجود عند بعضنا وغير موجود عند البعض الآخر: وهو الأدب مع خلق الله، وخلق الله ينقسمون إلى درجات: فهناك أناس أصحاب حقوق كبيرة، وأناس أصحاب حقوق أقل، ولا يوجد شخص ليس له حقوق عندك، فالمسلم الذي في الصين له حق عليك، ومن كرم الله عليك وعلينا أجمعين أن جعلنا من زمرة المصلين؛ لأنك تقول في التشهد:(السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)، فكل مصلٍ صالح فأنت تلقي السلام عليهم أجمعين، نفرض مثلاً: أن هناك ملياراً وربع مليار مسلم، يصلي منهم نصف مليار أو ربع مليار، فأنت تسلم على هؤلاء كلهم في كل صلاة مرتين، أي: عشر مرات في الصلوات الخمس، وبالتالي يصير لك من الحسنات ما الله به عليم.
وهناك أخ كريم له صاحب غير ملتزم، وهو يحكي لنا يقول: اتصل بي وقال: يا شيخ! أريد أن أتوب إلى الله وأترك الفوضى التي أنا فيها، وسأذهب معك إلى المكان الذي تذهب إليه في رمضان، فقال له: نحن نذهب إلى العمرة في رمضان عشرة أيام لا نتحرك فيها من الحرم، فقال له: موافق، فقال له: لن تتحمل، قال له: سوف أتحمل، ومتى سنرجع؟ قال: يوم العيد، فقال: موافق وسوف أحج معك بالمرة، فقال له: أين تحج؟ فقال: ما دمت سأجلس معك عشرة أيام إلى العيد ولن أخرج من الحرم فسأحج بالمرة، فليس من اللازم أن يكون الحج في ذي الحجة؟!! قال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}[البقرة:١٨٩]، ففي الآية دلالة على عظم أهمية الوقت في حياة المسلم.