لقد كانت العمارات الإسلامية في غاية من الجمال ودقة البناء لزمن طويل جداً، فقد كانت القباب الإسلامية محيرة للعالم، القباب الهائلة التي أنشئت في المساجد الكبرى بالذات في إستانبول في تركيا، والآن يدرس المهندسون هذا الفن المعماري، وتعجبوا كيف استطاع المسلمون في ذلك الزمن أن يعملوا قبة بهذا الحجم وبهذا الإتقان، وبهذه الاستمرارية إلى زماننا الآن فقد مرت مئات السنوات وما زالت القباب تحتفظ برونقها سواء في الحجم أو في القوة أو في الألوان التي زُخرفت بها هذه العمارة الإسلامية العظيمة؟! ومسجد قرطبة موجود في الأندلس إلى الآن نسأل الله عز وجل أن يحرره، وهذا المسجد حوّل إلى كنيسة من سنة (٦٣٦) هـ عندما سقطت قرطبة في أيدي الصليبيين، فقد كان أعظم مسجد وأكبر مسجد في العالم وحوّل إلى كنيسة، ونسأل الله عز وجل أن يعيده إلى الإسلام والمسلمين.
وقام المسلمون بعمل قنطرة قرطبة التي هي من أعجب القناطر في العالم، أول قنطرة أسست بهذه الطريقة الحجرية العظيمة والواسعة، وتسع عدداً كبيراً من البشر في وقت واحد، يمرون عليها من مكان إلى مكان وهي في منتهى القوة، وهي باقية إلى الآن، وأنشئت في عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله سنة (١٠٠) هـ وهي إلى الآن موجودة، وتمر عليها السيارات الآن في قرطبة في أسبانيا.
انظروا إلى هذا الإنجاز الحضاري الهائل، ناهيك عن قصر الحمراء في غرناطة، والقصور الأخرى الموجودة هناك، يعني: هناك عدد هائل جداً من القصور والمساجد والقلاع والبناءات المتميزة بشكل لافت للنظر.