[الرد على شبهة: أن استخراج وسائل النجاح في العلوم الحياتية من القرآن والسنة يؤدي إلى تطبيق القرآن والسنة لأجل الدنيا]
هذا سائل يقول: لو أخرجنا من الكتاب والسنة وسائل النجاح في علم من علوم الحياة فطبّقها الناس ونجحوا، فقد يطبّقون القرآن والسنة لأجل الدنيا وليس لأجل الله عز وجل؟ هذا كلام غريب جداً، وفي كل مرة يأتينا سؤال تشتف من ورائه أنه ليس هناك داع لهذا الطريق بطريقة أو بأخرى، وهناك تكلف شديد ويفكر تفكيراً مضنياً ليخرج بمثل هذه الآراء، فتجد من يقول: يا أخي! هذا الطريق صعب جداً، وليس لها أي داع، لكن هو لا يريد أن يكون مقصراً فيأتيك بحجة شرعية ودليل شرعي على أنه ليس هناك داع للخوض في مثل هذا الطريق، ويقول: إنه لم يكن في العهد المكي، ونحن نخاف أن يتبع الناس القرآن والسنة لأجل الدنيا! نقول: لا تتبع الناس لكن اتبع القرآن والسنة، ولكن بصّرهم أنت بالحقائق وعلمهم، ولكن أن تقول: الأفضل ألا نضع أيديهم على العلوم الناجحة في القرآن والسنة؛ لكي لا يتبعوا القرآن والسنة ابتغاء الدنيا، هذا منطق غريب، وأنا ليس عندي شك ولو قدر أنملة أن العلوم الحياتية فرض كفاية على المسلمين، إن قام بها البعض سقطت عن الآخرين، لكن إن لم يقم به هذا البعض أثم المسلمون جميعاً، فنحن الآن نتحدث في قضية حلال وحرام، وليست قضية من فضائل الأعمال، لا بد أن نأخذ هذا الأمر بهذا الثقل؛ لتكون عندنا حمية للحركة، وليس مجرد أنني أكثّر حسناتي، لا، بل إنني لا أنجو وأنجو بأمتي إلا بهذه الطريقة.