[ترتيب جامعات العالم وموقع الجامعات العربية والإسلامية من هذا الترتيب]
الظاهرة التاسعة: أقول هذا الكلام وأنا أعلم أنني أخاطب أناساً إذا وضعوا أيديهم على المرض عالجوه بفضل الله عز وجل، فإمكانياتنا وقدراتنا هائلة، وإذا كانت كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والهند وغيرها تستطيع أن تقود فلا شك أن المسلمين يستطيعون القيام، بل والسبق، ولا يمكن أبداً لأي عقل أن يقبل للمسلمين حالة التخلف وهم يمسكون بكتاب الله عز وجل وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم في أيديهم، فالذي يقبل عقلاً القيادة في حق الآخرين فمن المؤكد أن يقبل عقلاً في حقنا، بل وأكثر، لكن المهم أن نضع القضية في اهتمامنا، نتكلم عن ترتيب الجامعات في العالم، لعلكم قرأتم تقرير جامعة جياوتونج في شنغهاي في الصين على ترتيب الخمسمائة جامعة الأوائل على العالم كان عام (٢٠٠٤م)، أطلعت على تقرير عام (٢٠٠٥م) أيضاً الذي لم ينشر بعد في الجرائد ولم يشتهر وقارنت بين التقريرين فوجدت النتائج متقاربة جداً جداً، مما يعطي نوعاً من الانطباع أن هناك دقة في المعايير لهذه التقارير؛ لأن بعض الناس تشكك في هذه التقارير، أقول: حتى لو كان فيها بعض الانحياز فعندما تقرأ التقرير لا تجد مخالفة كثيرة عن الواقع، فهم لم يضطهدونا، فنحن نقرأ الأرقام ونرى الواقع مطابقاً لهذه الأرقام.
فهذا الترتيب فيه عدل إلى حد كبير، قد يكون هناك ظلم في نقطة أو نقطتين، لكن من حيث العموم تجد التقارير صحيحة؛ لأن مشاهدات المسلمين لهذه الأمور مشاهدات صحيحة، فهؤلاء قاموا بعمل ترتيب للجامعات في العالم من جامعة (١ - ٥٠٠) بحسب درجة التفوق في التدريس في هذه الجامعات، وعدد الجوائز العالمية التي أخذتها هذه الجامعة، وعدد الباحثين والأساتذة الذين نشروا بحوثاً عالمية في مجالات محترمة علمياً، وعدد التخصصات النادرة في داخل الجامعة، وعدد الطلاب المتفوقين، وعدد الطلاب المرموقين في الشركات الكبرى في العالم، وعدد المحركين للأمم الذين درسوا في هذه الجامعات، هذه معايير قوية جداً.
فخرجوا بترتيب (٥٠٠) جامعة أوائل في تقرير عام (٢٠٠٤م) وليس هناك جامعة إسلامية واحدة من الـ (٥٠٠) جامعة الأوائل، وفي تقرير عام (٢٠٠٥م) الحمد لله دخلت دولة إسلامية واحدة وهي تركيا، ودخلت بجامعتين: جامعة رقم (٤٠٩)، وجامعة رقم (٤٦٨) على العالم.
فإذا كنت في وضع مترد وبعد الـ (٥٠٠) فلا تتوقع أن تكون الأول فجأة، لا، لكن ينبغي لنا أن نحاول ونتقدم، وتركيا فيها نهضة قوية جداً، وتجربة تركيا أيضاً تحتاج إلى دراسة.
أما أمريكا فهي الدولة الأولى في العالم في الجامعات، وهذا شيء ليس مستغرباً؛ لأن في الـ (٥٠٠) الجامعة الأولى التي على مستوى العالم فيها (١٦٨) جامعة أمريكية، والتي قامت بعمل هذا التقرير الصين، يعني: لو كان هناك نوع من الاضطهاد سيضطهدون أمريكا؛ لأن علاقة الصين بأمريكا ليست جيدة.
إذاً: هذه وقائع رأيناها بأعيننا، فهذه جامعات علمية بشكل حقيقي (١٦٨) جامعة في الـ (٥٠٠) الأوائل، المائة الأوائل منها (٥٣) جامعة أمريكية، والـ (٢٠) الأوائل منها (١٧) جامعة أمريكية، وجامعتان من بريطانيا رقم (٣) و (١٠)، وجامعة واحدة من اليابان وهي رقم (٢٠)، في تقرير عام (٢٠٠٥م) وفي تقرير (٢٠٠٤م) كانت رقم (١٤)، لكن (١٧) جامعة من الـ (٢٠) الأوائل على العالم جامعات أمريكية: الجامعة الأولى: (هارفارد)، وتسبق التي وراءها التي هي (كمبردج) في إنجلترا تسبقها بمسافات كبيرة.
الدولة الثانية: جامعات إنجلترا، وعدد جامعات إنجلترا في التقرير (٤٠) جامعة، انظروا حجم الفجوة، لذلك أمريكا قائد وإنجلترا تابع، مع وجود التاريخ العريق لإنجلترا فهي الإمبراطورية التي كانت لا تغرب عنها الشمس، ولها تاريخ طويل، وهي الآن تابعة لأمريكا؛ لأن العلم مع أمريكا، فهناك فجوة كبيرة بينها وبين إنجلترا.
الدولة الثالثة: اليابان (٣٤) جامعة.
إسرائيل رقم (١٢) على العالم فيها (٧) جامعات في هذا التقرير، أول جامعة رقم (٧٨) في تقرير (٢٠٠٤م) كانت برقم (٩٠) يعني: أنها تتقدم.
في إفريقيا كلها لا توجد سوى دولة واحدة التي هي جنوب أفريقيا فيها (٤) جامعات فقط، لا يقول أحد: السبب هو الفقر، أقول: هناك نقود كثيرة في البلد.
هناك دول فقيرة كثيرة موجودة في القائمة منها: المجر، الهند، البرازيل، البرازيل لها (٤) جامعات، الأرجنتين نسمع عنها في الكرة، لكن هي بلد فقير جداً، ألم تسمعوا الأزمة الاقتصادية الرهيبة التي كانت هناك؟ ومع ذلك عندهم جامعات موجودة في التقرير، شيلي، المكسيك، الدول الصناعية الثمان الكبرى سبع منها في العشر الأوائل على العالم ليست صدفة، باستثناء روسيا فقط هي التي خرجت وصار ترتيبها الـ (١٧) لقد كانت في أيام الاتحاد السوفييتي قوية، لكن كما تعلمون أن الفرقة ضعف، ولما تفككت جامعاتها تدنى مستواها جداً.
إذاً: هذه ظواهر موجودة التقرير الذي عمل عام (٢٠٠٤م) وعمل عام (٢٠٠٥م) وسيعمل عام (٢٠٠٦م) ومعاييره معايير علمية، وهذه المعايير تقول: إن الجامعات الإسلامية تحتاج إلى وقفة، والطلاب والأساتذة المسلمون محتاجون إلى وقفة.