ثم ذكر كيفية التيمم وذكر عمار بن ياسر رضي الله عنه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثه في حاجة فأجنب قال فتمرغت كما تمرغ الدابة في الصعيد -يعني
تمرغ في الأرض وكأنه فهم القياس لأنه لما علم بأن التيمم يكون بدل الماء والماء غير موجود فظن أن الطريقة التي يتطهر بها من الجنابة في التيمم أنها موافقة للطريقة التي يكون بها الاغتسال لأن الاغتسال يكون لجميع الجسد ففهم منه أن التيمم شامل لجميع الجسد ولهذا تمرغ بالتراب كما تمرغ الدابة يعني حتى يصيب التراب جميع جسده فاجتهد والرسول -صلى الله عليه وسلم- أقره على ذلك وقال- إنما كان يكفيك -يعني بدل أن تفعل هذا بجسدك كله- يكفيك أن تضرب بيديك الأرض وتمسح وجهك وظاهر كفيك- فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أقره على هذا ولم يقل أعد فدل هذا على الاجتهاد وأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يجتهدون في زمانه -صلى الله عليه وسلم- وأنه إذا بلغه حالهم فإنه يبين لهم -صلى الله عليه وسلم- والرسول -صلى الله عليه وسلم- بين له قال- إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا -وهذا فيه دليل على القياس وعلى أن القياس معتبر وأن الصحابة كانوا يستعملون القياس لأن عمار رضي الله عنه تمرغ كما تمرغ الدابة قياسا للتيمم على الاغتسال بالماء وأقره الرسول -صلى الله عليه وسلم- على ذلك لكن في المستقبل ليس لأحد أنه يفعل مثل هذا الفعل لأنه عرف بيان ذلك بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعرف الحكم الشرعي بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأنه يكفيه أن يضرب بكفيه الأرض ويمسح ظاهر كفيه ووجهه هذه هي الصفة التي تكون للتيمم من الحدث الأصغر والأكبر، الحدث الأصغر والأكبر الطريقة فيه واحدة وهي أنه يتيمم بهذه الطريقة لكن ليس لأحد في المستقبل أن يفعل كما فعل عمار رضي الله عنه لأنه اجتهد ولم يكن يعرف التفصيل ولم يعرف السنة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبعد معرفتها ليس لأحد أن يفعل كما يفعل عمار رضي الله عنه وإنما يفعل ما أرشد إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمارا رضي الله بأن قال: إنما يكفيك أن تفعل هكذا، ثم ذكر رواية البخاري التي فيها ذكر النفخ ولعل النفخ سببه من أجل أنه علق بيده شيء من التراب أو يعني أنه غبار كثير إذا مسح بوجهه يظهر أثره على وجهه فنفخ حتى يخفف أو حتى يزول هذا في يده مما علق بها مما قد يكون يقع على وجهه عند مسح الوجه فالرسول -صلى الله عليه وسلم- نفخ يعني حتى يخف الغبار أو حتى يذهب التراب الذي … علق بيديه -صلى الله عليه وسلم-.