١٣٩ - وَعَن أنس بن مَالك:" أَن الْيَهُود كَانُوا إِذا حَاضَت الْمَرْأَة فيهم لم يؤاكلوها وَلم يجامعوها فِي الْبيُوت، فَسَأَلَ أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَأنْزل الله تَعَالَى:{ويسألونك عَن الْمَحِيض قل هُوَ أَذَى فاعتزلوا النِّسَاء فِي الْمَحِيض} إِلَى آخر الْآيَة. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: اصنعوا كل شَيْء إِلَّا النِّكَاح " رَوَاهُ مُسلم.
ثم ذكر هذا الحديث الذي فيه بيان أن اليهود يعني كانوا إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها ولم يجالسوها ولم يخالطوها وإنما اعتزلوها وابتعدوا عنها وابتعدت عنهم فهذا من تعنت اليهود وتشدد اليهود، وقيل إن النصارى يقابلونهم فهؤلاء مفرِطون والنصارى مفرِّطون وأنهم يجامعوها وهي حائض النصارى قيل أنهم يجامعوها وهي حائض وأنهم لا يتنزهون منها وأنهم يحصل منهم الجماع في الحيض واليهود عكسهم والمسلمون وسط بين الإفراط والتفريط فهم لا يعتزلونها كما يفعل اليهود ولا يجامعونها كما تفعل النصارى وإنما يعتزلون جماعها ويعتزلون الاستمتاع بها بالفرج ولهذا لما ذكروا ذلك للرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:«اصنعوا كل شيء إلا الجماع» يعني معناه أن الإنسان له أن يباشرها في فخذيها بشرط أنه يأمن أنه لا يقع في المحظور الذي هو الجماع في الفرج وعلى هذا فإذا حصل الاستمتاع بها بغير الفرج فإن هذا هو الذي أرشد إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال:«اصنعوا كل شيء إلا الجماع».