١٤٨ - وَعَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا:" أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يغسل المنيّ ثمَّ يخرج إِلَى الصَّلَاة فِي ذَلِك الثَّوْب وَأَنا أنظر إِلَى أثر الْغسْل فِيهِ " مُتَّفق عَلَيْهِ، وَاللَّفْظ لمُسلم.
١٤٩ - وَفِي رِوَايَة لَهُ عَن عَائِشَة:" لقد رَأَيْتنِي أفركه من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فركاً فَيصَلي فِيهِ ".
١٥٠ - وَله أَيْضا عَنْهَا:" لقد رَأَيْتنِي وَإِنِّي لأحكه من ثوب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَابسا بظفري ".
ثم ذكر هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها في المني وطهارته وأنه طاهر وذكر فيه هذه الأحاديث الثلاثة عن عائشة رضي الله عنها والأول أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يغسله وهذا يدل على أنه حصل منه الغسل ولعل ذلك في ما إذا كان رطبا فإنه يغسل والغسل ليس للنجاسة وإنما لإزالة الشيء الذي يستقذر فهو الآن ليس لنجاسته وإنما لإزالة هذا الشيء الذي لو بقي على الثياب فإنه يستقذره الناس والرواية الثانية والثالثة فيه أنها تحكه يعني حكا والثانية تفركه فركا وهذا فيما إذا كان يابس وهذا يدل على طهارته لأنه لو كان نجسا لاحتاج إلى الغسل ما يكفي فيه الفرك ويكفي فيه الحك وإنما يتعين غسل فلما حصل منها الفرك والحك يعني الشيء اليابس دل على أنه طاهر وأما الغسل الذي حصل فلا يعني ذلك لأنه للنجاسة وإنما لإزالة ذلك الأثر الذي النظر إليه لا يعجب الناس لا يعجب من رآه لأنها أشياء مستقذره يعني هذا هو الغسل من أجله لا من أجل النجاسة لأن الحك والفرك واضح الدلالة على أنه طاهر لأن الحك والفرك لا يطهر ما كان نجسا وإنما الذي … يطهر هو الغسل.