١٧٤ - وَعَن أبي سَلمَة:" أَنه سَأَلَ عَائِشَة عَن السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّيهمَا بعد الْعَصْر؟ فَقَالَت: كَانَ يُصَلِّيهمَا قبل الْعَصْر ثمَّ إِنَّه شغل عَنْهُمَا أَو نسيهما فصلاهما بعد الْعَصْر ثمَّ أثبتهما، وَكَانَ إِذا صَلَّى صَلَاة أثبتها ". قَالَ إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر: تَعْنِي داوم عَلَيْهَا - رَوَاهُ مُسلم.
ثم ذكر هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بعد العصر ركعتين و لما سئل قال أنه كان يصليهما قبل وأنه شغل عنهما فصلاهما بعد العصر وأنه كان إذا صلى صلاة أثبتها أي استمر عليها فصار يصلي بعد العصر هاتين الركعتين وقد جاء في بعض الأحاديث عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن هذا من خصائصه -صلى الله عليه وسلم- وأن أمته ليس لهم أن يفعلوا كما فعل بأنه إذا فاتهم شيء من الصلاة يقضونه بعد العصر فإنه قد جاء عنه من حديث أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت له يا رسول الله أنقضيهما إذا فاتتا قال لا فدل هذا على أن قضائهما و الاستمرار على ذلك إنما هو من خصائصه -صلى الله عليه وسلم- وما جاء في ذلك في حديث أم سلمة رضي الله عنها الذي قالت أنقضيهما قال لا أي لا تقضوهما معناه أن هذا من خصائصه -صلى الله عليه وسلم- وهذا الحديث الذي فيه أنقضيهما إذا فاتتا حسنه بعض العلماء ومنهم شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله فإنه في تعليقه على فتح الباري علق على هذا الأثر الذي جاء عن أم سلمة رضي الله عنها والذي قيل فيه للرسول -صلى الله عليه وسلم- أنقضيهما إذا فاتتا قال لا، بين أن هذا من خصائصه -صلى الله عليه وسلم- وأن الأمه لا تفعل مثل ما فعل بأنه إذا فاتهم شيء يقضونه وإنما هذا من خصائصه -صلى الله عليه وسلم- وقد ذكر ذلك شيخنا كما قلت في تعليقه على فتح الباري وذلك في صفحة ٦٥ من المجلد الثاني.