ثم ذكر هذا الحديث الذي فيه أنه -صلى الله عليه وسلم- كان جالسا على مكان فيه ماء وهذا في قصة الحديث الذي فيه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دخل حائطا وأنه جلس ودلى رجليه في البئر وجاء أبو موسى رضي الله عنه وقال لأكونن بوابا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس عند الباب فجاء أبو بكر رضي الله عنه يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة ثم جاء عمر رضي الله عنه فقال ائذن له وبشره بالجنة وجاء وجلس أحدهما عن يمينه والثاني عن يساره ثم جاء عثمان رضي الله عنه واستأذن فأخبر أبو موسى رضي الله عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمجيء عثمان رضي الله عنه فقال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فجاء وجلس وقد امتلأ جهة البئر التي فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما فجلس في المقابل وقد جاء فيه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ستر ركبته لما جاء عثمان رضي الله عنه وكذلك حصل هذا في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقيل له إنك فعلت مع عثمان شيئا ما فعلته مع أبو بكر وعمر قال -صلى الله عليه وسلم-: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة يعني أنه حييٌّ وأنه لو جاء وركبته مكشوفة فإنه يستحي ويرجع أو يستحي من أن يكون جاء لحاجة يريدها ثم رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذه الحالة فلغلبة حيائه فهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قد لا يصل ولا يسأل عن حاجته لحيائه رضي الله عنه وأرضاه والمقصود من ذلك أن الركبة هي من العورة.