ثم ذكر هذا الحديث الذي فيه استفتاح صلاة الليل من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنه كان يستفتحها بهذا الذكر وهذا الدعاء الطويل وذلك أن صلاة الليل تطول فيها القراءة يعني الإنسان يصلي لنفسه وحده ويطول القراءة فيأتي باستفتاح طويل وهذا الاستفتاح مشتمل على ثناء على الله عز وجل وعلى تمجيد له سبحانه وتعالى وبعد ذلك فيه الدعاء وهو متفق مع ما جاء في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه لما سمع رجلا يدعوا قال:«عجل هذا» لم يحمد الله ولم يمجده ولم يصلي على رسوله -صلى الله عليه وسلم- قال:«عجل هذا» فهذا يدل على أن صلاة الليل تستفتح بهذا الدعاء الطويل أو بهذا الاستفتاح الطويل وهو مشتمل على تمجيد الله والثناء عليه وعلى الدعاء الذي يكون بعد ذلك وعلى هذا فإن هذا الاستفتاح لصلاة الليل لأن صلاة الليل الأصل فيها أن الإنسان يطول وقد جاء في الحديث أن حذيفة رضي الله عنه صلى مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأنه صلى بركعة واحدة البقرة والنساء وآل عمران فناسب أن يكون الاستفتاح الذي تستفتح فيه صلاة الليل والتي تطال فيها القراءة أنه يستفتح بدعاء طويل وهو هذا الدعاء الذي ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين.