للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨٣ - وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: " صَلَّى معَاذ لأَصْحَابه الْعشَاء فطول عَلَيْهِم فَانْصَرف رجل منا، فَصَلى، فَأخْبر معَاذ عَنهُ، فَقَالَ: إِنَّه مُنَافِق، فَلَمَّا بلغ ذَلِك الرجل دخل عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأخْبرهُ مَا قَالَ معَاذ، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: أَتُرِيدُ أَن تكون فتانا يَا معَاذ؟ إِذا أممت النَّاس فاقرأ ب {الشَّمْس وَضُحَاهَا} و {سبح اسْم رَبك}، و {اقْرَأ باسم رَبك} و {اللَّيْل إِذا يغشى} " مُتَّفق عَلَيْهِ، وَاللَّفْظ لمُسلم أَيْضا: وَفِي لفظ لَهُ: " فانحرف رجل فَسلم ثمَّ صَلَّى وَحده وَانْصَرف ".

ثم ذكر هذا الحديث في قصة معاذ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وأنه كان يصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- الفرض، ثم يذهب ويصلي بهم تلك الصلاة، هم مفترضون وهو متنفل، لأن صلاة الفرض كانت مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإذًا، فهذه الصلاة التي صلاها بقومه هي نافلة له وفريضة عليهم، فهذا عكس الذي تقدم في أول حديث، وهو المتنفل خلف المفترض، هنا المفترض خلف المتنفل، لأن معاذًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صلاته بقومه هي نافلة، وقد صلى بهم العشاء، فطوّل فيهم، طول القراءة، فرجل كان مشغولًا، فشقّ عليه الاستمرار معه والقراءة الطويلة، فقطع صلاته، وصلى وحده، ثم انصرف، فبلغ معاذًا خبره فقال: "إنه منافق"، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشتكي معاذًا، فدعاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال: «أفَتَّانٌ أنت يا معاذ؟ أفَتَّانٌ أنت يا معاذ؟ إذا صليت بالناس فاقرأ بـ (سبح اسم ربك الأعلى) و (هل أتاك حديث الغاشية) و (الليل إذا يغشى)) يعني معناه: أنه يقرأ بأوساط المفصل في العشاء، لأن المغرب بقصار المفصل، والعشاء من أوساطه، والفجر والظهر والعصر من طواله، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- دعاه وقال له: «إذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء، وإذا صلى وحده [يريد فضيلة الشيخ: وإذا أَمَّ الناس] فليخفف، فإن فيهم الضعيف، والصغير، وذا الحاجة» كما سيأتي.

<<  <   >  >>