ثم ذكر هذا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى» يعني أقرب ما يكون إلى الإمام وهو يصلي، «أولوا الأحلام والنهى» يعني أصحاب العقول، الأحلام والعقول، «والنهى» هي المقصود بها العقول، يعني من كان متصفًا بهذه الصفات هو الأولى أن يكون قريبًا من الإمام، لا سيما وأنه إذا كان قريبًا من الإمام وهو صاحب عقل، وحافظ شيء من القرآن، فإنه يفتح على الإمام إذا أخطأ، وكذلك لو نابه شيء فإنه يمكن أن يكون أهلا للإمامة، وأنه يتولى الإمامة، فإذًا الذين يلون الإمام هم أهل العقول وأهل النهى، وأهل العلم والمعرفة، فهم يقدمون على غيرهم، ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم قال:«وإياكم وهيشات الأسواق» يعني هو الصخب الذي يكون في الأسواق، واللغط هو الذي يكون الناس في الأسواق لا يتورعون من أن يتكلموا بكلام غير لائق، وإنما عليهم أن يكونوا متأدبين بالآداب الحسنة، وأن لا يحصل منهم أمور منكرة.