ثم ذكر هذا الحديث عن أبي موسى رضي الله أنه دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يستاك يعني وهو يتهوع فالسواك يكون بدلك الأسنان بالعرض ويأتي أيضا على اللسان وهو بالطول من أقصاه إلى أدناه وذلك ليحرك عليه السواك بحيث يزيل ما فيه قال:«يتهوع» وذلك أن السواك يصل إلى قريبا من حلقه فيتهوع يعني يحصل منه كأنه يتقيأ يعني له صوت الشيء الذي يخرج من الحلق فكان -صلى الله عليه وسلم- يستاك عرضا فيما يتعلق بالأسنان ويستاك طولا فيما يتعلق باللسان وهذا يدل على أن الاستياك يفعل في مجامع الناس وأنه ليس من الأشياء التي يستخفى فيها وإنما استعماله في حضرة الناس وفي مجامع الناس سائغ من استاك فله ذلك ومن لم يستك فله ذلك وليس من الأشياء التي يختفى فيها ولا تفعل إلا في حال الخفاء لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك ولهذا ترجم لهذا الحديث بعض الأئمة: باب استياك الإمام بحضرة رعيته يعني أنه ليس من الأشياء التي يستخفى فيها وأنها لا تفعل إلا خفاء.