٣١ - وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ:" لخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك ".
ثم ذكر هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» وهذا الحديث جاء في حديث طويل وفي أثنائه: «ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» خلوف الصائم يعني الرائحة التي تنبعث منه بسبب الامتناع عن الأكل والشرب وذلك يكون في الغالب آخر النهار لأنها تتغير الرائحة بسبب بعد العهد بالأكل والشرب فتنبعث منه رائحة وهذه الرائحة شأنها عظيم عند الله عز وجل لأنها حصلت بسبب الطاعة وبسبب الصيام الذي هو عبادة لله عز وجل وقد استدل بعض العلماء بهذه الجملة من الحديث الطويل على أنه لا ينبغي الاستياك بالعشي يعني في آخر النهار للصائم لأنه يذهب الخلوف لكن الحديث الذي سبق أن مر وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» يدل على أن جميع الصلوات يستاك عندها ومنها صلاة العصر والتي هي في العشي وهي آخر النهار فإذًا هذا الحديث: «لولا أن شق على أمتي» يعني مقدم على هذا الحديث الذي فيه أن الإنسان لا يستاك خشية ذهاب الخلوف لأنه جاء ما يدل على استحبابه جميع الصلوات ولهذا ترجم له النسائي: باب الاستياك بالعشي للصائم وذلك أن صلاة العصر هي من صلوات العشي
ومع ذلك فهي داخلة في قوله:«لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» فإذًا الاستياك في العشي في آخر النهار مقدم في الاستدلال وأنه أرجح في الاستدلال من حديث: «لخلوف فم الصائم» بترك الاستياك في آخر النهار.