٨٩ - وَرَوَى مَالك عَن عبد الله بن أبي بكر وَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم أَن فِي الْكتاب الَّذِي كتبه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لعَمْرو بن حزم: أَن لَا يمس الْقُرْآن إِلَّا طَاهِر "، (وَهَذَا مُرْسل وَقد رَوَاهُ أَحْمد، وَأَبُو دَاوُد فِي " الْمَرَاسِيل "، وَالنَّسَائِيّ، وَالدَّارَقُطْنِيّ، وَابْن حبَان من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أَبِيه عَن جده وَرَاوِيه عَن الزُّهْرِيّ سُلَيْمَان بن دَاوُد الْخَولَانِيّ، وَقيل: الصَّحِيح أَنه سُلَيْمَان بن أَرقم وَهُوَ مَتْرُوك).
وذكر هذا الحديث حديث عمرو بن حزم رضي الله عنه في كتاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليه وقد بعثه إلى اليمن وهو حديث طويل ذكره الحاكم في المستدرك وغيره وفيه:«وأن لا يمس القرآن إلا طاهر» وهذا أورده هنا من أجل أن مس المصحف لابد أن يكون الإنسان فيه على طهارة من الحدث الأصغر يعني أنه متوضئ والإنسان إذا قرأ من حفظه يقرأ ما لم يكن جنبا وأما إذا كان من المصحف فلا يجوز له أن يقرأ إلا وقد توضأ يعني إذا كان الماء موجود وإذا تعذر فإنه يتيمم لأن طهارة التيمم تقوم مقام طهارة الوضوء عند فقدها فالرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:«لا يمس القرآن إلا طاهر» ومعنى
ذلك أن القراءة من المصحف لا تكون إلا عن طهارة لا يكون إلا عن وضوء وأما قراءة الحفظ عن ظهر قلب فإنه يقرأ ما لم يكن جنبا، وهذا الحديث هو مرسل لأن فيه إرسال ولكنه جاء من طرق متعددة وذكره الشيخ الألباني في إرواء الغليل وذكر له طرق وشواهد وأنه يقوي بعضها بعضا ويكون حجة في بابه بمعنى أن الإنسان ليس له أن يقرأ القرآن من المصحف إلا وهو على طهارة.