[قوله تعالى:(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة)]
كذلك من هذه الآيات: قول الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النور:٦٣]، وما من أحد إلا وهو يخالف أمر الله وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمعصية، لكن لما كانت مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم تؤدي -بالإصرار عليها- إلى الفتنة صارت بمعنى الكفر، والفتنة فسرها فحل السنة وإمامهم الإمام أحمد حيث قال: أتدرون ما الفتنة؟ الفتنة: الكفر، أو قال: بالإصرار على المخالفة: ((أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ))، والفتنة كما قال أحمد: الشرك.
فإذا كان هذا بمخالفة الأمر والإصرار عليه فكيف بالسب والإيذاء؟ وهذا أيضاً نوع من أنواع القياس الجلي، فإن كانت الفتنة ستصيب من خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصر على المخالفة لأمر رسول الله بعد العلم بأن هذا هو أمر الرسول -فإن الله جل وعلا حذر من الفتنة يعني: أن يقع في الشرك من خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم -فمن باب أولى من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقع في عرضه أن يقع في هذه الفتنة، وهي الشرك، ويصير مشركاً بذلك.