للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم سب صحابة رسول الله وذكر أقسامه]

وختام هذا الكتاب النافع كتاب (الصارم المسلول)، ومع حكم من سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله جل في علاه كرم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل لهم عنده مكانة وعظمة، فلذلك حرَّج أيما تحريج، وأغلظ أيما إغلاظ في النهي عن انتهاك حرمة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) وقد قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، فما بالكم بمن يأتي بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وقال بعض العلماء: يوم من أيام معاوية كتب فيه الوحي أو رأى فيه وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، خير من عمر بن عبد العزيز وأهل بيته أجمعين.

وقال أبو زرعة كلاماً في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب بماء الذهب بل بماء العين، وفيه نبراس للفرق بين الصف المؤمن والصف المنافق.

قال رحمه الله: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب النبي -وأحداً نكرة في سياق الشرط تفيد العموم، أي أحد صغيراً أو كبيراً- فاعلم أنه زنديق؛ لأن علامة الزندقة الولوغ في أعراض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم حق، والقرآن حق وما جاء به حق، وإنما نقل إلينا ذلك كله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد نقلوا إلينا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن وأفعاله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء يريدون أن يطعنوا في شهودنا ليبطلوا كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يجرحوا شهودنا، والجرح بهم أولى وهم زنادقة.

إذاً: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وأشهره بين الناس أنه على زندقة؛ لأنه تجرأ على عرض من أعراض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لا يجوز سب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم لما بيَّن الله ورسوله من عدالتهم، والسب ينقسم إلى أقسام:

<<  <  ج: ص:  >  >>