للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قوله تعالى: (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن)]

كذلك من الآيات التي تدل على كفر من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قول الله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} [التوبة:٦١] وفي آخر الآيات قال: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} [التوبة:٦٣]، فهذه الآيات تدل على أن الإيذاء محادة لله ولرسوله، والمحادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كفر بين، والدليل على ذلك قول الله تعالى: ((وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ)) وسنبين الإيذاء في آيات أخرى، فقد أخبر الله تعالى مبيناً أن إيذاء النبي محادة لله ولرسوله، ونحن بصدد الكلام عن عرض الرسول صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، فالمحادة لرسول الله من الإيذاء وقد رتب الله عليها الوعيد الشديد بنار جهنم، وأن العذاب الأليم فيه الخلود، وهذا الخلود لا يكون إلا بالكفر.

وهناك آية أيضاً صريحة جداً في هذه المسألة وهي: قول الله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة:٢٢] ووجه الدلالة من الآية نفي الإيمان: ((لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)) يعني: فليس في قلوبهم إيمان الذين يوادون من حاد الله ورسوله، ففيها الدلالة على أن من حاد رسول الله كفر؛ لأنه نفى الله عنه الإيمان.

وهناك آية أكثر وضوحاً من هذه في نفس السورة، وهي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ} [المجادلة:٢٠]، ولا يكون في الأذلين ولا في الدرك الأسفل إلا من كفر، فوجه الدلالة على أن المحادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يستحق صاحبها، أن يكون في الأذلين لكفره بذلك، ولذلك قال الله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا} [التوبة:٥٨]، هذه أيضاً من الآيات التي تدل على كفر من حاد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>