استتابة الساحر محل خلاف بين أهل العلم، وقد فرقوا بين الساحر الذي يعم فساده، وبين الساحر الذي لم يظهر فساده، فقالوا: إن الساحر الذي لم يظهر فساده ولم يعم شره يستتاب، وإن الساحر الذي يعم شره ويظهر فساده يقتل لأجل كف الفساد وردع أمثاله، لكن ومع ذلك فالقول بالاستتابة قول وجيه؛ لأنه إذا قبض عليه متلبساً بذنبه في جريمة السحر فيستتاب، بمعنى أن يقال له: إن ما عملته شرك وردة وكفر فيجب أن تتوب إلى الله عز وجل، فإذا قال: أتوب إلى الله، ولم يمارس هذا العمل مرة أخرى ولم يرجع إليه، فذلك مطلوب شرعاً، فالاستتابة هي إعلان التوبة وظهور ذلك على عمله والكف عما كان عليه.