و" لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك "(لوقا ١٩/ ١٠).
ولعل أوضح نصوص الأناجيل ما كتبه يوحنا:" لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية، لأنه لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم "(يوحنا ٣/ ١٦ - ١٧).
وأول ملاحظة نذكرها أن أغلب هذه النصوص هي من قول التلاميذ، ولم ينسبوها إلى المسيح.
ثم هذه النصوص جميعاً قد كتبت بعد أن دوّن بولس رسائله، فأول الإنجيليين تأليفاً هو مرقس، وقد دوّن إنجيله بعد وفاة بولس سنة ٦٧م.
ولا ريب أن في هذه النصوص - رغم عدم قطعية دلالتها على عقيدة النصارى - صدىً لما كان قد خطه بولس في رسائله.
وهذه النصوص خلت من الحديث عن الخطيئة الأولى الموروثة وخطايا العالم اللاحقة والماضية، وأين فيها الحديث عن الحرية المسلوبة، والإرادة ... وعليه فإن خالي الذهن لا يمكن أن يتوصل إلى معتقد النصارى من خلال هذه النصوص.
وقد مال إلى تبسيط معاني تلك النصوص - التي يحتج بها النصارى على الفداء والكفارة - منكرو معتقد الكفارة والفداء من النصارى أنفسهم - كما ذكرت دائرة المعارف البريطانية -، ومنهم الفرقة السوزينية، والمؤرخ كوائليس تيسي، وايبي لارد. (١)
فمثلاً قول المسيح:" ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك "
(١) انظر: ما هي النصرانية، محمد تقي العثماني، ص (١٥٨ - ١٦٥)، الخطيئة الأولى بين اليهودية والمسيحية والإسلام، أميمة الشاهين، ص (١٣٧ - ١٣٩).